سلفنا الصالح ومعاملة الحكام
لا ريب ان الزمن الذى نعيش فيه الان اجتمع
فيه غلبة الجهل بالنسبة لموضوع معاملة الحكام فى ضوء الشرع وهذا فى تقديرى راجعا
الى امرين اما الجهل المتفشى او بسبب الافكار المنحرفة والشبه المنتشر عن الموضوع
وان كان منشؤها من بعض المشايخ او المحللين للسياسة
فكثير ما نسمع ان المستفيد من بيان هذا الامر
هم ولاة الامور فقط وان المتحدث عن هذا الموضوع هو من عباد الحكام او تبع امن
الدولة حتى وان اتلغى امن الدولة فأنت تبعه غصب عنك مع ان الفائدة من بيان معاملة
الحكام فى ضوء القران والسنة هى فائدة مشتركة بين الراعى والرعية بل قد تكون
الرعية اكثر فائدة من الرعاة
ونسمع ايضا منهم ان هذا ليس وقته ــ اى
الحديث عن معاملة الحكام فى ضوء الشرع ــ اذن متى وقته هل وقته عندما تطير الرؤوس
وتفسك الدماء وعموم الفوضى وانعدام الامن والامان
فالسمع والطاعة لولاة الامور المسلمين اصل من
اصول العقيدة السلفية قل ان يخلو كتاب من كتب السلف الصالح على مر العصور والازمان
من تقريره وشرحه وبيانه اذ بالسمع
والطاعة لولاة الامور تنتظم مصالح الدين والدنيا معا والسمع والطاعة لولاة الامور
مقيد بعدم مخالفة الكتاب والسنة
وها هو نموذج من عدة نماذج لولا خشية الأطالة
لمعاملة سلفنا الصالح لولاة الامور والسمع والطاعة لهم وعدم الخروج عليهم
فلقد تبنى الولاة فى عهد الامام احمد امام
اهل السنة فى زمانه احد المذاهب الفكرية السيئة وهى الايمان بخلق القران وحملوا
الناس على الايمان به بالقوة والسيف وأهريقت دماء كثير من العلماء وفرض القول بخلق
القران على الامة وقرر ذلك فى كتاتيب الصبيان ومع ذلك كله فالامام احمد لا ينزعه
الهوى ولا تستجيشه العواطف بل ثبت على السنة لانها خير واهدى فأمر بطاعة ولى الامر
ووقف كالجبل الشامخ فى وجه من اراد مخالفة المنهج النبوى والسير السلفية انسياقا
وراء العواطف المجردة عن قيود الكتاب والسنة او المذاهب الثورية الفاسدة
وقد اجتمع مع الامام احمد فى ولاية الواثق فقهاء بغداد وقالوا له ان الامر قد تفاقم وفشا
ــ اى القول بخلق القران ـــ ولا نرضى بأمارته ولاسلطانه
فناظرهم فى ذلك وقال عليكم بالانكار فى
قلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دمائكم ودماء
المسلمين معكم وانظروا فى عاقبة امركم واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر
....وقد حدث بالفعل
فهذه صورة من اروع الصور التى نقلها الناقلون
تبين مدى اهتمام السلف بهذا الباب وتبين التطبيق العملى لمذهب اهل السنة والجماعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق