السبت، 24 نوفمبر 2012

السلفية الجهادية بين الشرعية ومداهنة المشايخ..


السلفية الجهادية بين الشرعية ومداهنة المشايخ..

يوم الجمعـــة...في يومٍ جليلٍ كهذا أشعر فيه بالارتياح النفسي..قررتُ أنا وبعض أصحابي أن نُصلي الجمعة بمسجد العزيز بالله ، وبعد الصلاة وأمام المسجد لمحتُ على أحد أرصفة الشارع  رجلاً يبيع كتاباً  ولا يبيع كُتُباً آخرى ، فوجدتُ نفسي متحمساً لمعرفة ما يبيعه هذا الشخص إذ هو يخصُ كتاباً بعينه دون غيره بالبيع..تُرى ما اسم هذا الكتاب ، وعما يتحدث ، ومدى فائدته ، ثمة تساؤلاتٍ دارت في خلدي في ثوانٍ معدودة وخلال سيري نحو الكتاب ..

 وقع بصري على اسم الكتاب ، وإذا عنوانه : "لماذا اخترت هذا الطريق"....! لرجلٍ يُدعي أبي مُصعب العولقي ..تصفحت الكتاب فإذا بسُمٍ زعاف .. فالكتاب يدعو إلى اعتناق الفكر التكفيري...!!! ..إنه يدعو إلى اعتناق فكر تنظيم القاعدة...ذهبت مسرعاً إلى البيت وبحثت على الشبكة العنكبوتية عن هذا المؤلف فإذا به أحد رجال تنظيم القاعدة .. واكتشفت أن الاسم الأصلي للكتاب هو " لماذا اخترت القاعدة" ..
لقد حذر أهل العلم الكبار من هذا الفكر واليوم نراه يُباع جهاراً نهاراً أمام الناس لينتشر في الأمة أكثر وأكثر

إنه يحقُ لنا-الآن- أن نقول وبكل قوة.. أفيقوا أيها الأشياخ ..أفيقوا من غفلتكم ، لقد كنتم 
سبباً رئيسياً لانتشار هذا الفكر وتغلغله في مصر بين الشباب بسكوتكم عن التحذير منه ومناقشته في دروسكم العلمية بدعوى أن هذه القضايا تشق الصف الاسلامي ، نعم قد تهاونتم وهنا أقصد  المشايخ المشهورين على الساحة الدعوية ، وإلا فالمشايخ الكبار في السعودية لهم اليد الطولى في التحذير من ذلك في محاضرات مرئية ومسموعة و في تعليقات وشروحات عقدية

حينما بدأ هذا الفكر في السعودية أخمده المشايخ الكبار كابن باز وابن عثيمين والفوزان 
..وبينوه في محاضراتهم المرئية والمسموعة وتعليقاتهم العقدية في شروح كتب العقيدة وهي مبسوطة ومبثوثة في كتبهم.
وقد حذر هؤلاء المشايخ من بعض رموزهم بالاسم كمحمد سرور وغيره
وحينما بدأ هذا الفكر في الشام ، فتصدى له الإمام ناصر الدين الألباني رحمه الله وكذا من بعده تلامذته.
وحينما بدأ هذا الفكر في اليمن تصدى له الشيخ مُقبل الوادعي رحمه الله.
ولكن حينما بدأ هذا الفكر في مصر لم يجد سوى بيئة خصبة للتغلغل ، فالمشايخ لا يُريدون شق الصف بزعمهم وكذلك مشغولين بالدعوة والرقائق فقط ، ولا يشرحون كتب العقيدة التي تُبين منهج أهل السُنة والجماعة في هذه الأمور.. مع قلة كلامهم في هذا الموضوع...
حتى المحاضرة التي ألقاها الشيخ محمد اسماعيل بعنوان "نصيحة موضوعية إلى التيارات الجهادية"  معظمها رداً مجملاً وليس رداً تأصيلياً علمياً ويا تُرى ماذا تفعل محاضرة واحدة أمام شُبهات مُتكاثرة .؟!
ومما زاد الطين بلة هو انشغال هؤلاء المشايخ والدعاة بالسياسة وتركهم الدعوة بعد الثورة..
أتمنى من هذا المنبر أن ينتبه المشايخ وينتهجوا منهج العلماء والأئمة وأن يلزموا 
..غرزهم لئلا نرى كُتباً أخرى تُروج لهذا الفكر المنحرف الذي حذر منه علماؤنارومن ثم ينتشر هذا الفكر انتشار النار في الهشيم ، ووقتها سوف نجد من الشباب الذين اعتنقوا هذا الفكر من يُكفر هؤلاء المشايخ الذين سكتوا عنهم ، ووقتها لن ينفع الندم

..لكن هل يجد كلامي صدىً عند المشايخ الأفاضل؟..أرجو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق