الديموقراطية نظام للحكم يعنى ان يحكم الشعب نفسه بنفسه لنفسه
فالشعب مصدركل السلطات فالسلطة التشريعية والسلطة التنفذية والسلطة
القضائية أختارها الشعب وتحكم بأسم الشعب والشعب يختار نوابه وهم الذين يشرعون
والحكومة عليها التنفيذ والقضاء يفصل فى المنازعات الناشئة
رئيس الدولة ينتخبه الشعب او النواب الذى اختارهم الشعب حسب اختلاف
الدساتير
فى النظام الديمقراطى لا يشترط فى الرئيس او نائب الشعب ان يكون من الذكور
او من الاناث من العدول او الفساق من المسلمين او غير المسلمين وانما مدار
الاختيار متوقف على حصول المتقدم اعلى الاصوات
تعددية الاحزاب وبرامجها يتطلب اطلاق حريات الافراد الى اكبر درجة ممكنة
وعدم الحجر على المعتقدات والافكار والاراء مهما اختلفت والعبرة فى تطبيق فكر او
الاخذ برأى هو حصوله على موافقة الاغلبية متمثلة مثلا فى الاستفتاءات الحالية ومن
ضمن الحريات التى يكفلها النظام الديمقراطى حرية الاعتقاد وحرية الرأى والتعبير
والحرية الشخصية وحرية أنشاء الصحف والمجلات وحرية العمل ولا يخفى ان هذه الحريات
تحتاج لضوابط والاتحولت الى فوضى فنرى الدول الديمقراطية الكبرى تضع القيود
والضوابط للحريات ولكنها لا تضع هذه الضوابط فى حرية الاعتقاد والتعبير لذا ترى
فيها انتشار فوضى العقائد الافكار السامة بل تتشدق هذه الدول بهذه الحريات وتجعلها
من اسمى الحريات وهو ما نرى بعضهم يتحدث عنها وعن حق اصحاب الاديان حتى وان كانت
وثنية فى ممارستها فى الدول الاسلامية حتى تكون ديموقراطية فى أسمى صورها
عيوب الديموقراطية *******
الان يطالعنا بعض الاسلامين بمقولة الاسلام نظام ديموقراطى فهم اما
لايعرفون الديموقراطية وتطبيقاتها فى الدول المختلفة واما لم يدرس السياسة الشرعية
فى الاسلام ولم يفهم اوضاع الحكم والامامة فيه
فنظام الحكم والسياسة والاقتصاد وغيره من الابواب فى الاسلام ليست انظمة
هلامية ليست لها حدود كما يدعى البعض ويقول ديمقراطية الاسلام والاخر يقول
اشتراكية الاسلام والاخر يقول ليبرلية الاسلام وهكذا الى ان نرى نظام مخترع اخرى
نرى احدهم يلصقه بالاسلام حتى يروج له فى المجتمعات الاسلامية
مبداء ان القوانين تشرع فى ظل النظام الديموقراطى برضاء العامة فقد اثبتت
التجارب ان العامة لا يستطيعون ان يعرفوا مصالحهم على طول الخط
ومن الامثلة التى تساق فى هذا قانون منع الخمر الامريكى فالشعب الامريكى قد
تحقق له عقليا وعمليا ان الخمر ضارة بالصحة وانتشارها مفسدة للقوى الفكرية وهدامة
لبناء المدنية الانسانية فنظرا لهذه الحقائق ولان الشعوب الغربية نفعية بطبيعتها
وافق الشعب الامريكى على قانون منع الخمر ولكن لما نفذ القانون لم يلبث الذين
وضعوا القانون بارائهم واصواتهم ان خرجوا عليه وبدؤوا يعيثون فى الارض فسادا
بتعاطى الخمر والابداع فى صناعتها حتى اضطروا الى ان يقوموا بنقض ما عاهدوا انفسهم
عليه وبتحليل ما كانوا قد حرموه
يوجب الاسلام على المسلمين ان يتحاكموا فى كافة المنازعات والخصومات وامور
حياتهم الى شرع الله قال تعالى )أن الحكم الالله أمر ألا تعبدوا الاأياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا
يعلمون)
أما فى النظام الديموقراطى فمصدر التشريع هوالشعب وليس الشرع وهو المشاهد
الان وقبل ذلك
الديمقراطية لا تراعى الشروط اللازمة الواجبة فى من يتولى امر المسلمين
فالمعول على الاختيار هو اختيار الاغلبية حتى وان كان الفائز ممن يكون من المبتدعة
او الخونة او يتبنى أراء من شأنها ان يحاسب عليها عقائديا
المراءة ممكن ان تتولى المناصب العليا الرئاسة او الوزارة او القضاء مع ان
المراءة يقع على عاتقها فى ظل الاسلام مهام اخرى جسام لاينكرها الا الجهلة
والمغيرين لخلق الله
فى الاسلام لايجوز للمراءة خوض غمار الانتخابات حماية لانوثتها الطاهرة من
العبث والعدوان والبعد عن مظاهر الريب وبواعث الافتتان بل منعها الاسلام من ألاذان
العام وأمامة الرجل للصلاة
مبداء اسلامى هام جدا انه لاينتخب للامارة او لعضوية مجلس الشورى او اى
منصب من مناصب المسؤلية من يرشح نفسه فأن النبى صلى الله عليه وسلم )انا لا نولى هذا العمل أحدا" سأله او
حرص عليه ) لذا لم يكن من شأن السلف الحرص على تولى الولايات او القضاء ولا
يطلبونها ولا يقبلونها الا أذا شعروا ان مصلحة المسلمين فى ذلك وعندئذ يقبلونها
كالكارهين لها وفارق بين من كانوا يرون ان الامامة والحكم والمسؤلية تكليفا وبين
من يراه مغنما
وما يحدث عندما يترشح للمنصب او للدائرة فردين او ثلاثة وترى كل شخص منهم
ينشر لاخوه كم هائل من الفضائح والتشويهات وتزكية النفس فهذه كلها طرق ملعونه ولكن
الديمقراطية ترسخ لكل هذا وتزينه
ممكن ان تخالف الديمقراطية الشرع بناءا على راى الاغلبية ان كانت جاهلة او
مجهلة والاية الكريمة تحذرنا من ذلك )وان تطع أكثر من فى الارض يضلوك ) )ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) فلو استخدم النبى صلى الله عليه وسلم
الديمقراطية وأستخدم احد ألياتها وهى الاستفتاء الشعبى فى مكة ايهما تعبدون الله
الواحد القهار ام الاصنام ؟ لجاءت النتيجة 90%مع الاصنام فى ظل الجهل والشرك
المتفشى فى ذلك المجتمع
شورة الديمقراطية تخالف شورة الاسلام ففى الاسلام لا مجال لها فى حالة وجود
النص ام فى الديمقراطية فقائمة على الغلبة وكثرة الاصوات
مفهوم الحرية فى الاسلام يخالف تماما مفهوم الحرية فى الديمقراطية
الديمقراطية قائمة عل التعددية وتهدف اليها والياتها فى ذلك الاحزاب ام
الاسلام دعوته الى الاجتماع وعدم الفرقة
واين المسلمين من تعاليم الاسلام اليوم فنرى محترفى السياسة من اتباع
الديمقراطية الذين يجيزون لانفسهم كل شىء للوصول الى أكتساب اصوات الجماهير
وأنتقاص مخاليفيهم فالاسلام يوجب على كل
مسلم ان لا يمس أخاه المسلم بسوء ولا يناله بمكروه فكل المسلم على المسلم حرام دمه
وماله وعرضه والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وعليه ان يتواضع للمسلمين ولا
يتكبر عليهم
اما الديمقراطية فترسخ التناحر والسب والتشهير وهو المشاهد الان سواء من
يتسمى بأنه اسلامى او غير ذلك فالاعتداء متبادل
استفدنا من كتاب "مذاهب فكرية فى
الميزان " تأليف/علاء بكر وراجعه الشيخ/ياسر برهامى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق