الخميس، 13 ديسمبر 2012

الدستور والأستفتاء


بالرغم من اننا من الممانعيين لهذا الدستور وهذه الاستفتاءات وما ممكن ان ينتج عنه من امكانية امامة النصرانى واباحة الردة بناء على حرية العقيدة  ولأننا لايجوز ان نحتكم الى هذا الدستور لان الدساتير فى الدول تكون بمثابة المرجعية عند الاختلاف وان ما يصدر عن الدولة لابد ان يكون موافق للدستوروكل السلطات لابد ان تحتكم اليه خلافا"

 حيث يقول سبحانه وتعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا

الا أننا سوف نعرض فتوى العالم السلفى الكبير الشيخ عبد الرحمن البراك
حكم التصويت للدستور المصري  .. فضيلة الشيخ البراك
الحمد لله وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغني ما وقع من اختلاف بين إخواننا أهل السنة في مصر حول مسألة التصويت على «الدستور» الذي سيطرح للاستفتاء؛ واختلافهم في حكمه: تحريماً وجوازاً ووجوباً، ومعلوم أن لكل منهم استدلالات يؤيد بها ما ذهب إليه، وقد نظرت فيما وقفت عليه من استدلالاتهم فوجدتها كلها استدلالات قوية في تأييد مذهب المستدل، يحار الناظر فيها، ومنشأ النزاع:
1- ما في الدستور من المواد الكفرية التي لا يختلف إخواننا في بطلانها وتحريم وضعها اختياراً.
2- ما في الدستور من المواد الحسنة المقربة لتحكيم الشريعة، والتي من أجلها لا يرضى المعارضون لتحكيم الشريعة بهذا الدستور.
والذي ظهر لي بعد الوقوف على وجهات نظر إخواننا أهل السنة أن التصويت على هذا الدستور إن لم يكن واجباً فهو جائز، وليس في ذلك إقرار بالكفر ولا رضا به، فما هو إلا دفع شر الشرين واحتمال أخف الضررين.
وليس أمام المستفتَين من المسلمين إلا هذا أو ما هو أسوء منه، وليس من الحكمة عقلاً ولا شرعاً اعتزال الأمر بما يتيح الفرصة لأهل الباطل من الكفار والمنافقين من تحقيق مرادهم.
ولا ريب أن الطامحين والراغبين في تحكيم الشريعة ـ وهو مطلب كل مسلم يؤمن بالله ورسوله ـ  مع اختلافهم في هذه النازلة؛ مجتهدون، فأمرهم دائر بين الأجر والأجرين، ولكن عليهم أن يجتهدوا في توحيد كلمتهم أمام العدو الذي لا يريد أن تقوم للإسلام في بلادهم قائمة.
ولا أجد كبير فرق بين التصويت في انتخاب الرئيس والتصويت لهذا الدستور؛ فإنه يعلم كل عاقل مدرك للواقع أن الرئيس المسلم المنتخب غير قادر على تحكيم الشريعة بقدر كبير، فضلاً عن تطبيقها بالقدر الذي يطمح إليه المخلصون الصالحون، لما يُعلم من قوة وتمكن رموز الفساد في البلاد، ولما يُعلم من حال المجتمع الدولي الذي تديره الأمم المتحدة بقيادة أمريكا.
فالرئيس المصري المنتخب -حفظه الله ووفقه-  ليس له في المجتمع الدولي من يناصره، فناصروه على مقدوره من تحكيم الشريعة، وأمِرُّوا هذا الدستور الذي لا يقدر الرئيس أن يصنع في الوقت الحاضر أفضل منه.
وأنت تعلمون أن ترك التصويت للدستور مما يسر العدو في الداخل والخارج فكلهم يرتقبون ذلك منكم؛ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.
ومعلوم أن أحداً منكم لا يقر ما في الدستور مما يناقض الشريعة ولا يرضاه، ولكن يُمِرُّه ضرورة؛ لدفع ما هو أسوء.
ولو خيِّر واحد منكم أن يحكم البلاد إما شيوعي وإما نصراني؛ فالشرع والعقل يقضي باختيار أخفهما شراً وعداوة للمسلمين.
ومن المعلوم أن ما يعجز عنه المكلف من الواجبات فهو في حكم ما ليس بواجب.
والمسلمون معكم بقلوبهم وجهودهم؛ فلا يكن اختلافكم سبباً في خيبة آمالهم، أسأل الله أن يلهمكم الرشد، وأن يألف بين قلوبكم.
وإذا قُدر أن يبقى الاختلاف بينكم؛ فيجب الحذر من تثبيط الناس من التصويت له، ومن البغي بالتكفير والتخوين والتجهيل؛ فليس الإثم باختلاف المجتهدين وإنما الإثم بالبغي، أعاذكم الله منه، وأصلح قلوبكم ونياتكم، وسدد رأيكم، ونصر بكم دينه.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم.
                                     أملاه: عبدالرحمن بن ناصر البراك       28/1/1434 هـ

السبت، 1 ديسمبر 2012

الديموقراطية غير الاسلامية


الديموقراطية
الديموقراطية نظام للحكم يعنى ان يحكم الشعب نفسه بنفسه لنفسه
فالشعب مصدركل السلطات فالسلطة التشريعية والسلطة التنفذية والسلطة القضائية أختارها الشعب وتحكم بأسم الشعب والشعب يختار نوابه وهم الذين يشرعون والحكومة عليها التنفيذ والقضاء يفصل فى المنازعات الناشئة
رئيس الدولة ينتخبه الشعب او النواب الذى اختارهم الشعب حسب اختلاف الدساتير
فى النظام الديمقراطى لا يشترط فى الرئيس او نائب الشعب ان يكون من الذكور او من الاناث من العدول او الفساق من المسلمين او غير المسلمين وانما مدار الاختيار متوقف على حصول المتقدم اعلى الاصوات
تعددية الاحزاب وبرامجها يتطلب اطلاق حريات الافراد الى اكبر درجة ممكنة وعدم الحجر على المعتقدات والافكار والاراء مهما اختلفت والعبرة فى تطبيق فكر او الاخذ برأى هو حصوله على موافقة الاغلبية متمثلة مثلا فى الاستفتاءات الحالية ومن ضمن الحريات التى يكفلها النظام الديمقراطى حرية الاعتقاد وحرية الرأى والتعبير والحرية الشخصية وحرية أنشاء الصحف والمجلات وحرية العمل ولا يخفى ان هذه الحريات تحتاج لضوابط والاتحولت الى فوضى فنرى الدول الديمقراطية الكبرى تضع القيود والضوابط للحريات ولكنها لا تضع هذه الضوابط فى حرية الاعتقاد والتعبير لذا ترى فيها انتشار فوضى العقائد الافكار السامة بل تتشدق هذه الدول بهذه الحريات وتجعلها من اسمى الحريات وهو ما نرى بعضهم يتحدث عنها وعن حق اصحاب الاديان حتى وان كانت وثنية فى ممارستها فى الدول الاسلامية حتى تكون ديموقراطية فى أسمى صورها 

عيوب الديموقراطية *******
الان يطالعنا بعض الاسلامين بمقولة الاسلام نظام ديموقراطى فهم اما لايعرفون الديموقراطية وتطبيقاتها فى الدول المختلفة واما لم يدرس السياسة الشرعية فى الاسلام ولم يفهم اوضاع الحكم والامامة فيه
فنظام الحكم والسياسة والاقتصاد وغيره من الابواب فى الاسلام ليست انظمة هلامية ليست لها حدود كما يدعى البعض ويقول ديمقراطية الاسلام والاخر يقول اشتراكية الاسلام والاخر يقول ليبرلية الاسلام وهكذا الى ان نرى نظام مخترع اخرى نرى احدهم يلصقه بالاسلام حتى يروج له فى المجتمعات الاسلامية
مبداء ان القوانين تشرع فى ظل النظام الديموقراطى برضاء العامة فقد اثبتت التجارب ان العامة لا يستطيعون ان يعرفوا مصالحهم على طول الخط
ومن الامثلة التى تساق فى هذا قانون منع الخمر الامريكى فالشعب الامريكى قد تحقق له عقليا وعمليا ان الخمر ضارة بالصحة وانتشارها مفسدة للقوى الفكرية وهدامة لبناء المدنية الانسانية فنظرا لهذه الحقائق ولان الشعوب الغربية نفعية بطبيعتها وافق الشعب الامريكى على قانون منع الخمر ولكن لما نفذ القانون لم يلبث الذين وضعوا القانون بارائهم واصواتهم ان خرجوا عليه وبدؤوا يعيثون فى الارض فسادا بتعاطى الخمر والابداع فى صناعتها حتى اضطروا الى ان يقوموا بنقض ما عاهدوا انفسهم عليه وبتحليل ما كانوا قد حرموه
يوجب الاسلام على المسلمين ان يتحاكموا فى كافة المنازعات والخصومات وامور حياتهم الى شرع الله قال تعالى )أن الحكم الالله أمر ألا تعبدوا الاأياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون)
أما فى النظام الديموقراطى فمصدر التشريع هوالشعب وليس الشرع وهو المشاهد الان وقبل ذلك
الديمقراطية لا تراعى الشروط اللازمة الواجبة فى من يتولى امر المسلمين فالمعول على الاختيار هو اختيار الاغلبية حتى وان كان الفائز ممن يكون من المبتدعة او الخونة او يتبنى أراء من شأنها ان يحاسب عليها عقائديا
المراءة ممكن ان تتولى المناصب العليا الرئاسة او الوزارة او القضاء مع ان المراءة يقع على عاتقها فى ظل الاسلام مهام اخرى جسام لاينكرها الا الجهلة والمغيرين لخلق الله
فى الاسلام لايجوز للمراءة خوض غمار الانتخابات حماية لانوثتها الطاهرة من العبث والعدوان والبعد عن مظاهر الريب وبواعث الافتتان بل منعها الاسلام من ألاذان العام وأمامة الرجل للصلاة
مبداء اسلامى هام جدا انه لاينتخب للامارة او لعضوية مجلس الشورى او اى منصب من مناصب المسؤلية من يرشح نفسه فأن النبى صلى الله عليه وسلم )انا لا نولى هذا العمل أحدا" سأله او حرص عليه ) لذا لم يكن من شأن السلف الحرص على تولى الولايات او القضاء ولا يطلبونها ولا يقبلونها الا أذا شعروا ان مصلحة المسلمين فى ذلك وعندئذ يقبلونها كالكارهين لها وفارق بين من كانوا يرون ان الامامة والحكم والمسؤلية تكليفا وبين من يراه مغنما
وما يحدث عندما يترشح للمنصب او للدائرة فردين او ثلاثة وترى كل شخص منهم ينشر لاخوه كم هائل من الفضائح والتشويهات وتزكية النفس فهذه كلها طرق ملعونه ولكن الديمقراطية ترسخ لكل هذا وتزينه
ممكن ان تخالف الديمقراطية الشرع بناءا على راى الاغلبية ان كانت جاهلة او مجهلة والاية الكريمة تحذرنا من ذلك )وان تطع أكثر من فى الارض يضلوك ) )ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) فلو استخدم النبى صلى الله عليه وسلم الديمقراطية وأستخدم احد ألياتها وهى الاستفتاء الشعبى فى مكة ايهما تعبدون الله الواحد القهار ام الاصنام ؟ لجاءت النتيجة 90%مع الاصنام فى ظل الجهل والشرك المتفشى فى ذلك المجتمع
شورة الديمقراطية تخالف شورة الاسلام ففى الاسلام لا مجال لها فى حالة وجود النص ام فى الديمقراطية فقائمة على الغلبة وكثرة الاصوات
مفهوم الحرية فى الاسلام يخالف تماما مفهوم الحرية فى الديمقراطية
الديمقراطية قائمة عل التعددية وتهدف اليها والياتها فى ذلك الاحزاب ام الاسلام دعوته الى الاجتماع وعدم الفرقة
واين المسلمين من تعاليم الاسلام اليوم فنرى محترفى السياسة من اتباع الديمقراطية الذين يجيزون لانفسهم كل شىء للوصول الى أكتساب اصوات الجماهير وأنتقاص مخاليفيهم  فالاسلام يوجب على كل مسلم ان لا يمس أخاه المسلم بسوء ولا يناله بمكروه فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وعليه ان يتواضع للمسلمين ولا يتكبر عليهم
اما الديمقراطية فترسخ التناحر والسب والتشهير وهو المشاهد الان سواء من يتسمى بأنه اسلامى او غير ذلك فالاعتداء متبادل

استفدنا من كتاب "مذاهب فكرية فى الميزان " تأليف/علاء بكر وراجعه الشيخ/ياسر برهامى