الجمعة، 9 نوفمبر 2012

حجية فهم السلف للكتاب والسنة


فهم السلف لنصوص الوحى

اذا اختلف اهل القبلة وتنازعوا الحق فان اقرب الفرق بالصواب والتوفيق من كانت تتخذ فهم  اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لنصوص الوحى فأن اصحاب النبى حجة وامارة على الفهم الصحيح فهم افضل الامة قلوبا واصحها فطرة ولقد اختارهم الله سبحانه وتعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم

قال ابن حزم " فمن اخبرنا الله عزوجل انه علم ما فى قلوبهم فرضى عنهم وانزل السكينة عليهم فلا يحل لاحد التوقف فى امرهم او الشك فيهم البتة
وقال الشافعى فى حقهم "فعلموا ما اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاما وخاصا وعزما وارشادا وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا فى كل علم واجتهاد وورع وعقل واراؤهم لنا احمد واولى بنا من رأينا عند انفسنا "
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية " ولا تجد اماما فى العلم والدين كمالك والاوزاعى  واحمد ابن حنبل وامثالهم الا وهم مصرحون بان افضل علمهم ما كانوا فيه مقتدين بعلم الصحابة "
فالمسلمون فى شان العقيدة يحتاجون الى معرفة ما اراد الله ورسوله بألفاظ الكتاب والسنة بان يعرفوا لغة القران التى بها نزل وماقاله الصحابة والتابعون لهم بأحسان وسأئر علماء المسلمين فى معانى تلك الالفاظ فأن الرسول لما خاطبهم ــ اى الصحابة ـــ بالكتاب والسنة عرفهم ما اراد من تلك الالفاظ وكانت معرفة الصحابة لمعانى القران اكمل من حفظهم لحروفه وقد بلغوا تلك المعانى الى التابعين
فالصحابة رضوان الله عليهم يعرفون معانى التوحيد والايمان والقضايا الكبرى فى الشريعة لان معرفتها لهم من اصل الدين والا حدث القدح فيمن علمهم ــاى الرسول ــ وهذا محال ولا يقول به مؤمن قط
قال تعالى "وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون ولقد قام  الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك خير قيام فبين ما نزل اليه من ربه من الكتاب والحكمة وكان المتلقى لهذا البيان هم صحابته الكرام الذين اختارهم الله لصحبة نبيه وتبليغ دينه من بعده فأحسنوا القيام بذلك فهما وعلما واعتقادا وحمل الامانة من بعدهم الائمة
ففهم الصحابة لنصوص الوحى مقدما على غيره من الفهوم لان فهم الصحابة يتميز بالاتى :
سلامة مصادرهم فى التلقى : فقد تلقوا بتجرد تام وايمان كامل وتسليم مطلق لنصوص الوحى
2ـ حرصهم على طلب العلم وفهم النصوص والسؤال عما اشكل عليهم ومن المعلوم ان النبى صلى الله عليه وسلم لم ينتقل الى الرفيق الاعلى الابعد ان بلغ البلاغ المبين وقد قال ابو ذر "لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه فى السماء الا ذكر لنا منه علما ومعروف حرص الصحابة رضوان الله عليهم على طلب العلم والاثار المروية فى ذلك كثيرة ومنها قول عبد الله ابن مسعود "والذى لا اله غيره ما انزل الله سورة من كتاب الله الاوانا اعلم اين نزلت ولا انزلت اية فى كتاب الله الا وانا فيما انزلت ولو اعلم احدا اعلم منى بكتاب الله تبلغه الابل لركبت اليه "
3ـ لا يشك احد انهم كانوا احرص الناس على العمل بما سمعوه ولا يمكن العمل الا عن فهم وعلم ودراية وعن ابى عبد الرحمن السلمى قال " حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القران كعثمان ابن عفان وعبد الله ابن مسعود وغيرهم " انهم اذا تعلموا عشر ايات لم يجاوزها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القران والعلم والعمل جميعا"
4ـ ان الصحابة شاهدوا الوحى والتنزيل وهذا اورثهم مزيد فهم لا يشاركهم فيه غيرهم
5ــ انهم اعلم الناس بلغة القران الكريم فقد نزل القران " بلسان عربى مبين "مما لا شك فيه ان الجهل باللسان العربى من اكبر اسباب سوء الفهم للنصوص الشرعية ولهذا قال الشافعى "ماجهل الناس ولا اختلفوا الا لتركهم اللسان العربى وميلهم الى لسان ارسطوطاليس


مادة هذه المقالة مصدرها بتصرف من كتاب الدكتور "عبد الله الدميجى " فهم السلف الصالح للنصوص الشرعية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق