الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

العقيدة الاسلامية كما يتصورها المنهج السلفى


العقيدة الاسلامية
لا شك ان سلامة العقيدة  ووضوحها وبعدها عن اغراق الوهم وجموح الخيال وتحكم الاهواء هو الهدف الاكبر الذى يسعى اليه العقل فى تفكيره الدائب للوصول للحقيقة
والعقيدة التى جاء بها الاسلام فى قوتها وبساطتها وسلا متها من الشطط والانحراف وارتكازها على اسس ثابتة من الفطرة الانسانية العامة والمنطق العقلى المستقيم والنصوص الدينية الصريحة بحيث لا يمكن لعقول كل المفكرين والفلاسفة ان ينقضوا اصلا واحدا من اصولها
فهى عقيدة تقوم اولا واساسا على الايمان بالله ربا واحدا له الربوبية المطلقة على الاشياء كلها خلقا وملكا وتدبيرا ورعاية وحفظا لا شريك له

وتقوم على الايمان به كذلك الها واحدا لا تنبغى الالهية الا له فهو الاله المالوه الذى تألهه القلوب يعنى تعبده محبة ومخافة وذلا وانابة واستكانة وخضوعا وتعظيما ورجاء وخشية وتوكلا واستعانه ورغبة ورهبة

وتقوم ايضا على الايمان بان له وحده الاسماء الحسنى والصفات العليا وانه متصف بجميع الكمالات التى وصف بها نفسه فى كتابه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم اتصافا حقيقا على الوجه الذى يليق به من غير ان يقتضى ذلك تمثيلا له باحد خلقه فأنه (ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ) مع وجوب تنزيهه سبحانه عن كل ما لايليق به من صفات النقص التى تضاد كماله

وتقوم ايضا على الايمان بملائكة الله على الوجه الذى ورد فى الكتاب والسنه
وتقوم على الايمان باليوم الاخر وما يشتمل عليه من خراب هذه الدنيا وفساد نظامها وخروج الناس من قبورهم احياء وحشرهم الى ربهم وفصل القضاء بينهم
ولا شك ان الايمان بالبعث والجزاء مما يقتضيه العقل تحقيقا لقاعدة العدل اذ ليس فى المعقول ولا فى الحكمة ان تكون هذه الحياة القصيرة هى الغاية من خلق هذا العالم الكبير وان تكون نهاية المؤمن مثل نهاية الكافر ونهاية الظالم والمظلوم سواء
قال تعالى (ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون )

وتقوم عقيدة الاسلام ايضا على الايمان بقضاء الله وقدره ايمانا يحمل الى النفوس الطمانينة والرضى وينفى عنها الهلع والجزع ويحملها على التسليم لله فيما قدره والاعتراف له بقهرالربوبية لكن من غير ان يتخذ هذا الايمان بالقدر مطية للعجز والكسل والتواكل
وتقوم كذلك على ان الدين كله لله فهو الذى يتعبد عباده بما شاء ويشرع لهم من الاحكام والحدود والفرائض والاداب ما اقتضته حكمته مما يعلم ان فيه صلاحهم وسعادتهم

وتقوم اخير على ان دين الله واحد وهو الاسلام الذى بعث به رسله وانزل به كتبه وان الانبياء كلهم اخوة ابناء علات اصول دينهم واحدة وشرائعهم شتى وان الواجب هو الايمان بهم وبما انزل اليهم جميعا قال تعالى (امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير)
هذا هو مجمل العقيدة الاسلامية فهل ترى فيها ما يجافى الفطرة او يكابر العقل او يتعاصى على الفهم او يتنافى مع مقررات العلم ؟  كلا بل هى فى صراحتها وبساطتها وقوتها يجب ان تكون عقيدة الانسانية كلها اذا ارادت ان تنجو مما تعانيه من فساد العقائد وجور الوثنية وبوائق الالحاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق