الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

بدعـــة العصر ..الإسلام الليبرالي..الإسلام البراجماتي


بدعـــة العصر ..الإسلام الليبرالي..الإسلام البراجماتي

بقلم / علاء حسن اسماعيل 

في أوائل القرن الماضي ألف الفيلسوف الأمريكي "وليم جيمس" كتابه (البراجماتية أو الفلسفة العلمية) عرًف فيها الفلسفة البراجماتيه أنها: الفسلفة التي تجعل من المنفعة العلمية المعيار الوحيد للحكم على الأشياء .
وفي الحقيقة أن وليم جيمس لم يكن ضد الدين أبداً ، بل هو يُرحب بالدين مادام يأتي من ورائه منفعة بحتة حسية.
فهو يُلخص نظرية إيمانه بالله قائلاً : (يجب أن نغفل عن صفات الإله النظرية المعروفة من وجود الذات ، والروحانية والبساطة وما أشبهها ، لأنها عديمة الفائدة ومن ثم عديمة المعنى ، وعلينا أن نقتصر على الصفات المُفيدة لنا مثل : القُدرة والخيرية؛ لأنهما تبعثان فينا الرجاء)
وكذلك يرى أن الراحة والهدوء النابعة من الدين تخدم الفلسفة النفعية وتقوي على العمل والمثابرة.
وينتقد وليم جيمس منكرو النعيم والجحيم الأبدي لأن هذا الرجاء والخوف يبعث على العمل ويُمكن الاستفادة منه من جوانب إيجابية .
ويرى أن المرفوض من الدين ما ليس تحته عمل كتنازع أساقفة أوروبا في العصور الوسطى هل الملائكة ذكور أم إناث!!
وفي ذلك يقول وليم جيمس: (إننا بدلاً من أن نتسائل عما يُسير الأشياء المادة أم الله؟ يجب أن يكون تساؤلنا كتالي : ما هو الفرق العملي الذي يُمكن أن يحدث الآن إذا قُدر للعالم أن تُسير دفته بواسطة المادة أو بواسطة الله؟)
ومن كل ما سبق يتبين لك أن الايمان بالله عنده ليس سوى فرضاً ناجحاً من خلاله يستغله لغاية أنفع في حياته.
إن هذه الفلسفة قد تصلح لأوروبا وأمريكا ذات العقائد الفاسدة ولكن لا تصلح أبداً لبلاد الاسلام..
لقد عجزت فرنسا وأمريكا وجنود الشيطان الأكبر أن تُحرف الاسلام  صراحةً ، فقد حاولوا مراتٍ عديدة لطبع المصحف بشئٍ من التحريف ففُضحوا كما حاولوا أن يردوا المسلمين عن دينهم  ولم يُفلحوا ، فلم يجدوا سوى الغزو الفكري الثقافي وتمرير بعض الأفكار المغلوطة لبعض الجماعات الاسلامية الغير مؤصلة عقدياً وقد أثمر عن ذلك مسخاً مشوهاً للاسلام ليُقدم للناس أنه هو الاسلام وأنه هو الوسطية .
ولكن هيهات هيهات أن يُحرف الاسلام، فالله قد تكفل بحفظه وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا تزال طائفة من الأمة قائمة بالحق إلى يوم القيامة وهم أهل السُنة ينفون عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين – والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
الاسلام البراجماتي الليبرالي هو  قصرالاسلام على النافع والمفيد من وجهة نظر قائليه وهو الاسلام الذي تُريده أمريكا أن ينتشر في المنطقة لمواجهة الاسلام الحقيقي المبني على الكتاب والسُنة ..
ويُمكن تعريف الاسلام الليبرالي بصورة أوضح بأنه: قصر الاسلام على معانى الحرية والعدل والمساواة والديمقراطية أو مقاصد الشريعة أو مبادئ الشريعة واعتبار باقي الشريعة الاسلامية شئ قد عفى عليه الزمان أو أنه لا يصلح تطبيقه الآن على الأقل.

ولربما كان ممن تلبس بهذه البدعة ناس أو جماعات قد تكون مخلصة لدينها أو وطنها، ولكن كما هو معلوم أن الاخلاص وحده لا يكفي ، فكم من مريد للخير لا يبلغه! بل يجب أن يكون الاخلاص مُكللاً بالاتباع .
كنتُ أناقش أحد من لا يؤمنون بأن الله في السماء فوق عرشه وأتيت له بالأدلة القرآنية والنبوية كقوله تعالى : (أءمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور) ، (ثم استوى على العرش) فإذا بشخص ينتمي لإحدى الجماعات يأتينا ليقول: وما الفائدة من الإيمان بأن الله فوق العرش!! هذا نقاش في شئ ليس تحته عمل!!
قلت له : وما الفائدة من تقبيل الحجر الأسود؟! وما الفائدة من رمي الجمرات!! أليس هذا ليس تحته عمل ـ من وجهة نظرك؟!ـ فبُهت ولم يرد.
قد يأتي لك أمثال هذا الرجل ليقول لك دراسة العقيدة ليس لها فائدة الآن أو من يقول أن ضرر العقيدة أكثر من نفعها لأنها تُفرق الأمة الواحدة.. إلى آخر هذا الهذيان والذي لا يصدر إلا عن شخص يهرفُ بما لا يعرف.
إنها حربٌ فكرية يا سادة يُراد منها تحريف الاسلام بعدما عجزوا من تحريفه صراحة.
ويجدر الاشارة إلى أن شيرلي الأمريكي جاء باستراتيجية أمريكية محكمة لدعم الاسلام الحداثي أو البراجماتي ، ولعلنا نُشير إليه في مقال مُستقل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق