الاثنين، 19 نوفمبر 2012

العقيدة السلفية فى الاسماء الحسنى



الأسماء الحسنى وقضية الاشتقاق!
 بقلم/علاء حسن اسماعيل


الأسماء الحسنى من أهم القضايا التي طُرحت على الساحة الدعوية وقد انتشرت في الآونة الاخيرة وكان حامل لواءها د/ محمود عبد الرازق الرضواني ، والذي أفاد بوجود 21 اسم من الأسماء المشهورة غير صحيح ، لأنها غير موجودة بالكتاب والسُنة..
ووضع الشيخ الرضواني أسماء بديلة ثابتة في الكتاب والسُنة..
هذه الأسماء الجديدة تم تلقيها بالقبول من الأزهر وأصدر مجمع البحوث الاسلامية بياناً بصحة بحث الشيخ الرضواني وبطبع وتداول الأسماء الجديدة لأنها قائمة على أصولٍ وقواعد صحيحة من القرآن والسُنة.
العجيب في الأمر أن بعض  السلفيين رفضوا هذا البحث – وهم الذين كان يُتوقع منهم قبول ذلك البحث- لا الأزهر!!- وكانوا بمثابة الحرب على الشيخ الرضواني.

هذا الخلاف الحاصل ، يدعو كل إنسانٍ إلى أن يبحث عن الحقيقة بتجردٍ شديد و إلى أن يترك الهوى والحب لشيخ دون شيخ حتى يتسنى له الوصول للحقيقة..
الله عز وجل يقول (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها..)
بدايةً أقول لقد اتفق أهل العلم على أن أسماء الله توقيفية على الكتاب والسنة ، والقارئ لكتب أهل العلم يجد أن الاشتقاق هو مذهب المعتزلة..فمثلاً نجد العلامة ابن القيم يقول في مدارج السالكين : (وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ باسمائه زيادة على الألف فسماه" الماكر "و "المخادع "و"الفاتن "و"الكائد" ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك)

يقول ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل مجلد 2 صفحة 108 (لايجوز أن يسمى الله تعالى ولا أن يخبر عنه إلا بما سمى به نفسه أو أخبر به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو صح به إجماع جميع أهل الإسلام المتيقن ولا مزيد وحتى وإن كان المعنى صحيحا فلا يجوز أن يطلق عليه تعالى اللفظ وقد علمنا يقينا أن الله عز وجل بنى السماء قال تعالى والسماء بنيناها بأيد ولا يجوز أن يسمى بناء وأنه تعالى خلق أصباغ النبات والحيوان وأنه تعالى قال صبغة الله ولا يجوز أن يسمى صباغا وهكذا كل شيء لم يسم به نفسه)أهـ
وليت شعري..
لماذا لم نشتق اسم (المُنبئ) من قوله تعالى ( ثم يُنبئهم بما عملوا).... مع العلم أن الوليد بن مسلم "صاحب الأسماء المشهورة" قد اشتق من نفس الآية اسم (الباعث) في قوله ( يوم يبعثهم الله جميعا)!!
ولماذا اقررتم اشتقاق اسم (الباعث ) وتركتم (المنبئ) ؟!! أليست قسمة ضيزى؟
ولماذا لم نثبت اسم (الفادي) من قوله تعالى (وفديناه بذبح عظيم!!!)
ولماذا لم نثبت اسم (المفجر) من قوله تعالى (وفجرنا الأرض عيونا!!!)

إن من المقرر عند أهل العلم قديماً وحديثاً  أن أسماء الله توقيفية على الكتاب والسنة ، ولا يجوز القياس فيها ولا الاشتقاق من الأفعال ، فكما أننا لا يجوز أن ننسب لله صفة (الأذن) قياساً على السمع ....فكذلك لا يجوز لنا القياس أو الاشتقاق في أسماء الله ، لأن الكلام على الصفات من جنس الكلام على الأسماء سواءً بسواء.
في الوقت الذي وجدت اسم الله "الضار" وهو غير موجود بالقرآن ولا في السُنة

وقد احتج بعض المخالفين ببعض العلماء القدامى الذين صنفوا في الأسماء الحسنى وشحنوا كتبهم بأسماء مشتقة كالقرطبي رحمه الله، وأنا أقول: أن هذا الاستدلال هو من جنس استدلال الأشعرية ببعض العلماء القدامى الذين أولوا بعض الصفات.

في الحقيقة كنت في بادئ الأمر مخالفاً للشيخ الرضواني بناءً على أن مشايخنا الذين تربينا على دروسهم قد خالفوه ، ولكن اتباع الدليل لا يُجامل أحداً .. إنه المنهج ذاته الذي علمنا إياه مشايخنا الذين خالفناهم ألا وهو منهج اتباع الدليل وأن ندور مع الدليل حيث دار ، فالمسلم عليه ألا يكون مُقلداً ألا يترك عقله أسيراً لأحـدٍ  إلا أن يكون أسيراً ومقلداً لكتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فههُنا يكونُ الأسر نِعم الأسر ويكون التقليد نِعم التقليد..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق