الاثنين، 5 نوفمبر 2012

السلفية والوطنية والقومية وضغط الواقع "3"

فى المقال السابق ذكرنا ما يردده البعض من انه اذا ذل العرب ذل الاسلام  والحقيقة ان هذا ليس صحيح لانه يوم ان ذل العرب نتيجة  الهجمات والحملات الصليبية جاء صلاح الدين الايوبى الكردى وجاء قطز المملوكى فانقذوا المسلمين من ذلك الهوان وانتصر القائدان بقولهما واسلاماه ولم يكن فى حسهم ولا فى عقيدتهم هذه التفرقة بين العربى المسلم والمسلم الكردى او الفارسى ولا ننسى الدولة العثمانية وما قدمته للاسلام والمسلمين وكان قادتها غير عرب بغض النظر عن ضعفها فى مراحلها الاخيرة 

ان تقليد الغرب فى استيراد مبدا القومية او الوطنية يعيد للاذهان تلك القضية الرمزية القديمة التى تتحدث عن حمارين كان احدهم يحمل ملحا وكان الاخر يحمل اسفنج فراى حامل الاسفنج صاحبه ينزل الى الماء فيذيب بعض الملح ويخرج اخف حملا فخطر له ان يحصل على المزية نفسها بالاسلوب نفسه فكانت النتجة على عكس ما توقعه وخرج من تجربته اثقل حملا 

هذه الاطروحة من يقوم بالدعوة اليها العقلانين استجابة لضغوط الواقع او نتيجة للغزو الفكرى الوافد الينا من بلاد الغرب فحسب التاريخ  ان من بداء الدعوة اليها هم المستشرقون والطابور الخامس امثال لورانس الملقب زورا وبهتانا بلورنس العرب للقضاءعلى الخلافة الاسلامية وقطع الصلة بين المسلمين العرب واخوانهم من المسلمين الاتراك وقد تبنى الفكرة ودعى اليها جمال الدين الافغانى ومحمد عبده وبعض الايرانين ومن المعاصرين الشيخ محمد الغزالى ومحمد عمارة وفهمى هويدى 

وقد قاوم التيار السلفى هذه الافكار حيال نشاتها وحذر العلماء من هذه الدعوة امثال الشيخ محمد رشيد رضا وتلميذه محب الدين الخطيب وبعض العلماء السلفين الازاهرة 

يقول العلامة السلفى الشيخ ابن باز / من المعلوم من دين الاسلام بالضرورة ان الدعوة الى القومية العربية او غيرها من القوميات دعوة باطلة وخطاء عظيم ومنكر ظاهر وجاهلية نكراء وكيد سافر للاسلام واهله 

فالواقع يشهد ان من تصدوا لهذه الفكرة هم علماء الدعوة السلفيةواتهمهم البعض بانهم تكفريون ولا يفهمون الواقع بل نقول لهؤلاء انكم انتم الذين لا تعرفون الواقع ولا تعرفون ما يحاك ضد الاسلام واهله وتاريخه  فهذه النعرة والقومية تجعلنا مهتمين بامر المسلمين بشرط ان يكون هؤلاء المسلمين عرب غير ذلك فلا فهل نحن نهتم الان باخونا المسلمين ومع يفعل بيهم من جرائم فى سوريا وفلسطين كما نهتم بما يفعل باخونا المسلمين فى بورما وكشمير والفلبين والهند والصين ام هناك تفرقة بسب هذه النعرة القومية  

فرباط العقيدة والدين هو الباقى لانه مرتبط بالاخرة ام رباط القومية زائل ومصيره التحلل والتفكك لانه مرتبط بالحياة الدنيا فعند توافد الدعوات الهدامة وغزو الافكار على الشعوب لا تستطيع الروابط (الوطنية ـالقومية ـالنعرات التاريخية ) ان تقاوم وتتصد لها فتخترق الشعوب بسهولة ويسر ولكن العقيدة حائط صد فولاذى للشعوب والدول من هذه الدعوات 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق