الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

السلفية والتعامل مع اشكالية النص

لا ريب ان استشكال النصوص او الاشتباه فيها  له اسباب وعوامل متعددة  احدهما متعلق بالنص ذاته والاخر متعلق بمن يتعامل مع النص 
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية " قد يكون فى القران ايات لا يعلم معناها كثير من العلماء فضلا عن غيرهم وليس فى ذلك اية غرابة معينة بل قد يشكل على هذا ما يعرفه هذا  وذلك تارة يكون لغرابة اللفظ وتارة لاشتباه المعنى وتارة لشبهة فى نفس الانسان تمنعه من معرفة الحق وتارة لعدم التدبر التام وتارة لغير ذلك من الاسباب 

فان الذى ذكره شيخ الاسلام يمكن ارجاعه الى اشكالية من يتعامل مع النص وهو الغلط فى الفهم فالغلط منشأه ممن يتعامل مع النص ولكن هناك سبب اخر متعلق بالنص كما ذكرنا الا وهو ضعف الرواية وذلك اذا كان النص حديثا مرويا عن النبى صلى الله عليه وسلم ولذلك لم يذكرشيخ الاسلام   سبب ضعف الرواية لان شيخ الاسلام كان يتحدث عن القران الكريم وهذا السبب غير وارد فيه كما هو معلوم ومتيقن 
وعلى هذا فاستشكال النصوص راجعا الى امرين :

الاول : الغلط فى الفهم وهو سبب ظاهر فى استشكال كثير من النصوص والناس متفاوتون فيه تفاونا عظيما 
قال الامام الشاطبى "لا تجد البتة دليلين اجمع المسلمون على تعارضهما بحيث وجب عليهم الوقوف لكن لما كان افراد المجتهدين غير معصومين من الخطاء امكن التعارض بين الادلة عندهم 
وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية بعض الاسباب التى تؤدى الى الغلط فى الفهم ويمكن اجمالها بالاتى (غرابة اللفظ ـ اشتباه المعنى بغيره ـ وجود شبهة فى نفس الانسان تمنعه من معرفة الحق ـ عدم التدبرالتام ) وزوال الاشكال الناتج عن هذه الاسباب يكون بتدبر النصوص وكثرة النظر والتامل فيها قال تعالى ( افلا يتدبرون القراءن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) وايضا من اسباب ازالة الاشكال اللجوء الى الله تعالى بدوام الاستغفار والالحاح فى الدعاء لطلب الفهم من الله 

قال ابن تيمية "انه ليقف خاطرى فى المسألة والشىء او الحالة التى تشكل على فأستغفر الله تعالى الف مرة او اكثر او اقل حتى ينشرح الصدر وينحل الاشكال "  

ومما يذكر فى هذا الصدد ان سبب (الغلط فى الفهم ) هو الذى اوقع كثيرا من اهل البدع فى استشكال كثير من النصوص حيث ابتدعوا معتقدات باطلة وجعلوها هى الاصل الذى يجب اعتقاده والبناء عليه  فهو سؤء الفهم عن الله ورسوله سبب كل بدعة الان 

السبب الثانى : ضعف النص 
فكثير ما يستشكل الناس حديثا مرويا عن النبى صلى الله عليه وسلم لمخالفته لصحيح المنقول او صريح المعقول مخالفة ظاهرة لا يمكن القول معها بمفهومه ودلا لته وعندما تأمل درجته والنظر فى سنده نجد انه لا يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم وببيان ضعفه يزول اشكاله 
قال ابن تيمية : لا يعلم حديث واحد يخالف العقل او السمع الصحيح الاوهو عند اهل العلم ضعيف بل موضوع ........

ويجب التنبه على ان اتهام الفهم عند استشكال النص يجب ان يكون مقدما على اتهام النص نفسه وتضعيفه ما لم يكن ضعفه بينا فلا يسوغ الاستعجال فى رد النصوص وتوهينها لمجرد استشكالها فكثيرا ما يكون الاستشكال راجعا الى راىء وفهم واجتهاد الانسان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق