السبت، 3 نوفمبر 2012

المدرسة السلفية والمدرسة العقلانية وجها لوجه "2"

سوف نستكمل ما ذكرناه فى المقالة الاولى من ابرز معالم المدرسة العقلانية 


5ـ الدعوة الى الاجتهاد فى الاصول  حيث يرى الدكتور احمد كمال ابو المجد  "ان الاجتهاد الذى نحتاج اليه اليوم ويحتاج اليه المسلمون ليس اجتهادا فى الفروع وانما اجتهاد فى الاصول

6ـ الميل الى تضيق نطاق الغيبيات ما امكن وكذلك انكار معجزات الانبياء وذلك تاثرا بالمذهب المادى الذى يسود الحضارة المعاصرة وبالتالى اعمال العقل فى هذه المسائل الغيبية والمعجزات الثابته عن الانبياء فمنهم من ينكر حادثة شق صدر النبى وينكرون الاسراء والمعراج وفرغوها من موضعها حيثوا قالوا انه منام وليس على الحقيقة ومنهم من انكر نزول عيسى عليه السلام فى اخر الزمان والتساهل والانكار فى هذا الباب كبير عندهم

7ـ تعطيل الجهاد فى سبيل الله وتضيق دائرته وقصره على ما يسمى "بالدفاع" وعندهم الان من الدفاع عدم الاعتداء على الكيان الاسرائيلى مثلا فماداموا فى حدود ال67 فنحن حبايب فليس عندهم شىء اسمه جهاد الطلب 

8ـ استباحة الاختلاط بين الرجال والنساء والتهوين من الحجاب الشرعى
ان المتامل بين المدرسة السلفية والمدرسة العقلانية يرى ان العقل عند المدرسة السلفية له مجال يعمل فيه فى حرية وهى كل الامور المباحة كالمجال الكونى والامور الدنيوية البحتة من زراعة وصناعة وطب وغيرها .......
الا ان بعض المتعصبين يدعى ان المدرسة السلفية لا تعرف العقل وليس للعقل فى السلفية مجالا يعمل فيه مدعين ان النقل عند السلفية هو العمدة ويهابون من استخدام العقل   

بل اقول ان افضل من عرف العقل بتعريف مانع جامع هو العلامة السلفى الامام ابن تيمية وهم يعترفون بان تعريفتهم للعقل قاصرة ومختلفين فى تعريف العقل ومضربين فى ذلك فقد اعترف عادل طاهر فى كتابه "اولية العقل" ص18 ان مفهوم العقل ما زال غامضا الى اليوم "

ومن تامل كتب السلف يجد منهجهم واضحا فى الاستدلال بالادلة النقلية الصحيحة والادلة العقلية الصريحة ولا يقوم التعارض بينهما والسلف قد علموا يقينا ان النبى صلى الله عليه وسلم بلغ الدين ودل الناس على الادلة العقلية التى يحتاجون اليها فالامثال المضروبة والاقيسة العقلية المذكورة فى القران هى من هذا الجنس فان القران قد دل على الادلة العلقلية التى يعرف الله سبحانه وتعالى به
فالقران يحوى الادلة النقلية ويحوى ايضا الاقيسة العقلية الصريحة 

فالسف يعرفون الادلة العقلية وقد استخدموها فى مناظرتهم مع اهل الباطل واصحاب الاديان الاخرى فالذى يقراء كتاب "الحيدة للامام الكنانى يرى ان الامام عندما ناظر بشر المريسى كان يناظره بالنظر والقياس 
بل ان الامام احمد ابن حنبل استخدم القياس والالزامات فى الاحتجاج على الجهمية وكثير من الائمة قد سلكوا المسلك نفسه عند الحديث مع المبتدعة 
فالخلاصة ان علماء السلف قد استخدموا عقولهم فى تقرير مسائل الدين والردود على المخالفين ولم تزل عقولهم ولم يتوسعوا فيما لايقدر عليه العقل حيث انه حاسة مثل حاسة البصر او حاسة السمع فان حاسة البصر عند الانسان لها مدى معين تبصر وترى فيه الاشياء عند مسافة معينة وكذلك حاسة السمع فالانسان العادى له قدرة معينة لسماع الاصوات وتحملها واى زيادة فى الصوت يمكن ان يدمر جهاز السمع عنده فكذلك حاسة العقل لها حدود معينة ونطاق معينة 

فالعلماء السلفين قديما وحديثا احترموا حدود ونطاق العقل فلم يصدر من احدهم قولا شاذا فهم افضل من استخدم العقل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق